بدانکه این سوره چهار هزار و هشتصد و دو حرف است و هزار و هشتصد و چهل کلمه و صد و هژده آیت بعدد کوفیان، جمله بمکه فرو آمد، و درین سوره دو آیت منسوخ است: یکى «فذرْهمْ فی غمْرتهمْ حتى حین» بآیت سیف منسوخ است دیگر. «ادْفعْ بالتی هی أحْسن السیئة» این قدر از آیت منسوخ است بآیت سیف و باقى آیت محکم، و در فضیلت سوره ابى بن کعب روایت کند


قال قال رسول الله (ص): «من قرأ سورة المومنون بشرته الملائکة بالروح و الریحان و ما تقر به عینه عند نزول ملک الموت.


و عن عروة بن الزبیر عن عبد الرحمن بن عبد القارى قال سمعت عمر بن الخطاب یقول: کان اذا نزل على رسول الله (ص) الوحى یسمع عند وجهه کدوى النحل فمکثنا ساعة.


و فى روایة فنزل علیه یوما فمکثنا ساعة فاستقبل القبلة و رفع یدیه و قال اللهم زدنا و لا تنقصنا و اکرمنا و لا تهنا و اعطنا و لا تحرمنا و آثرنا و لا توثر علینا و ارضنا و ارض عنا، ثم قال لقد انزلنا علینا عشر آیات من اقامهن دخل الجنة، ثم قرأ قدْ أفْلح الْموْمنون عشر آیات.


قوله: «قدْ أفْلح الْموْمنون» قد فى اللغة لتزیین الکلام و تحسینه، و قیل هو حرف تأکید، و قال المحققون، معنى قد تقریب الماضى من الحال، یدل على ان الفلاح قد حصل لهم و هم علیه فى الحال، و هذا ابلغ فى الصفة من تجرید ذکر الفعل، و معنى الفلاح نیل المأمول و النجاة من المحذور. و قال ابن عباس: الفلاح البقاء و النجاح، و معنى الآیة قد سعد المصدقون بالتوحید و نالوا دوام البقاء فى الجنة.


و عن ابن عباس قال قال رسول الله: «لما خلق الله جنة عدن خلق فیها ما لا عین رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.


ثم قال لها تکلمى، قالت قدْ أفْلح الْموْمنون ثلاثا، ثم قالت انا حرام على کل بخیل و مراء.


«الذین همْ فی صلاتهمْ خاشعون» الخشوع فى الصلاة غض الطرف و ضبط السر و تسکین الاطراف. معنى خشوع در نماز آنست که سر در پیش افکند متواضع وار دست بر یکدیگر نهاده زبر سینه و چشم فرا موضع سجود داشته، مصطفى پیش از نزول این آیت براست و چپ نگاه کردى در نماز و بآسمان نظر کردى، پس از آن که این آیت فرو آمد سر در پیش افکند و نیز التفات نکرد. ابو هریره گفت. یاران رسول هم چنان بآسمان نظر داشتند در نماز و رسول (ص) ایشان را از آن باززد و نهى کرد.


قال النبى: «لا یزال الله عز و جل مقبلا على العبد ما کان فى صلاته ما لم یلتفت فاذا التفت اعرض عنه.


و عن عائشة قالت: سألت رسول الله عن الالتفات فى الصلاة فقال: هو اختلاس یختلسه الشیطان من صلاة العبد.


و عن ابى هریره قال قال رسول الله: «ان العبد اذا اقام الى الصلاة فانه بین عینى الرحمن عز و جل فاذا التفت قال له الرب الى من تلتفت الى من هو خیر لک منى ابن آدم اقبل الى فانا خیر ممن تلتفت الیه.


علما گفتند اگر در مکه باشد مستحب است او را بخانه کعبه نگرستن اگر چه در نماز بود. و قال عطاء: الخشوع فى الصلاة ان لا تعبث بشی‏ء من جسدک فیها


فان النبى علیه السلام أبصر رجلا یعبث بلحیته فى الصلاة فقال: لو خشع قلب هذا الخشعت جوارحه.


و قال صلى الله علیه و سلم: «اذا قام احدکم الى الصلاة فلا یمسح الحصا فإن الرحمة یواجهه».


و قال بعضهم حقیقة الخشوع فى الصلاة جمع الهمة لتدبر افعال الصلاة و اذکارها، و اصل الخشوع فى اللغة الخضوع و التواضع من قوله: «و خشعت الْأصْوات للرحْمن فلا تسْمع إلا همْسا».


«و الذین همْ عن اللغْو معْرضون» قال ابن عباس: عن الشرک. و قال الحسن.


عن المعاصى. و قال الزجاج: کل باطل و لهو و ما لا یحمل من القول و الفعل، و قیل یعنى عن معارضة الکفار بالشتم و السب معرضون. قال الله تعالى: «و إذا مروا باللغْو مروا کراما» اى اذا سمعوا الکلام القبیح اکرموا انفسهم عن الدخول فیه، و قیل هو مجالس المبتدعین.


«و الذین همْ للزکاة فاعلون» اى للزکاة الواجبة مودون فعبر عن التأدیة بالفعل لانه فعل، و قیل الزکاة هاهنا هو العمل الصالح، یعنى و الذین هم للعمل الصالح فاعلون.


قال امیة: المطعمون الطعام فى السنة الازمة، و الفاعلون للزکوات، و یقال هذه اللام لام العلة و المعنى یفعلون ما یفعلون للزکوة اى لیصیروا عند الله ازکیاء.


«و الذین همْ لفروجهمْ حافظون» الفرج اسم یجمع سوأة الرجل و المرأة.


و حفظ الفرج التعفف عن الحرام، «إلا على‏ أزْواجهمْ» یعنى لا یطلقونها الا على ازواجهم و قیل «على» هاهنا بمعنى من، و «ما» بمعنى من اى یحفظونها الا من الازواج و الاماء. و دل الکتاب و السنة و اجماع الفقهاء ان ملک الیمین هاهنا هم الاناث دون الذکور و الآیة فى الرجال خاصة بدلیل قوله: «أوْ ما ملکتْ أیْمانهمْ» و المرأة لا یجوز لها استمتاع بفرج مملوکها. «فإنهمْ غیْر ملومین» یعنى یحفظ فرجه الا من امرأته او امته فانه لا یلام على ذلک و انما لا یلام فیهما اذا کان على وجه اذن فیه الشرع دون الإتیان فى غیر المأتى و فى حال الحیض و النفاس فانه محظور و هو على فعله ملوم. و العبد و الامة یسمیان ملک الیمین دون العقار و الدار.


«فمن ابْتغى‏ وراء ذلک» اى من التمس و طلب سوى الازواج و الولاید المملوکة «فأولئک هم العادون» الظالمون المتجاوزون من الحلال الى الحرام حرمت هذه الآیة کل مأتى فى الدنیا الا ما کان من زوج او جاریة، سئل مالک بن انس عن الاستمناء بالید فدل على تحریمه بهذه الآیة. و قال ابن جریح: سألت عطاء عنه فقال: مکروه، سمعت ان قوما یحشرون و ایدیهم حبالى فاظن انهم هولاء. و عن سعید بن جبیر قال: عذب الله امة کانوا یعبثون بمذاکیرهم.


«و الذین همْ لأماناتهمْ» قرأ ابن کثیر لامانتهم على التوحید هاهنا و فى المعارج لقوله: «و عهْدهمْ»، و قرأ الباقون لأماناتهمْ بالجمع لقوله: «إن الله یأْمرکمْ أنْ تودوا الْأمانات». و اعلم ان الامانة ثلاث: اولیها الطاعة و الدین و هو قوله تعالى: «إنا عرضْنا الْأمانة»، و الامانة ما ائتمنت علیه من مال او حدیث.


و فى الحدیث عن النبى انه قال: اذا حدثک الرجل بحدیث فالتفت فهو امانة، و النساء عند الرجال امانة.


و فى الخبر: «اخذتموهن بامانة الله».


و اما العهود فکثیرة مواثیق الله على عباده عهود و اوامره ایاهم عهود، و النذور و المواعید و الذمم عهود، و العقود بین الناس عهود، و عهود الصحبة عهود، و منه قول الشاعر:


لا کان هذا العهد آخر عهدنا


بکم و لا کان الزبال زوالا

«و عهْدهمْ راعون» اصل الرعى فى اللغة القیام باصلاح ما یتولاه من الامور، و ذلک معنى‏


قوله صلى الله علیه و سلم: «کلکم راع و کلکم مسئول عن رعیته».


«و الذین همْ على‏ صلواتهمْ یحافظون» قرأ حمزة و الکسائى صلوتهم على التوحید، و قرأ الآخرون صلواتهمْ على الجمع لانها خمس لا یجوز الاخلال بواحدة منها، و معنى المحافظة المداومة على حفظها و مراعاة اوقاتها و اتمام رکوعها و سجودها و اعاد ذکر الصلاة و قد ذکرها فى اول السورة تاکیدا لحفظ الصلاة، و قیل لان الخشوع فیها غیر المحافظة علیها فتبین بتلک الآیة وجوب الخشوع و بهذه الآیة وجوب المحافظة علیها، و قیل یرید هاهنا التطوع. «أولئک» یعنى اهل هذه الصفة، «هم الْوارثون» یرثون منازل اهل النار من الجنة.


روى عن ابى هریرة قال رسول الله (ص): «ما منکم من احد الا و له منزلان، منزل فى الجنة و منزل فى النار فان مات و دخل النار ورث اهل الجنة منزله و ذلک قوله: «أولئک هم الْوارثون» و قال مجاهد. لکل واحد منزلان منزل فى الجنة و منزل فى النار، فاما المومن فیبنى منزله الذى له فى الجنة و یهدم منزله الذى فى النار، و اما الکافر فیهدم منزله الذى فى الجنة و یبنى منزله الذى فى النار. و قیل معنى الوراثة انه یول امرهم الى الجنة کما یول امر المیراث الى الوارث. و قیل لان الوراثة اقوى سبب یقع فى ملک الشی‏ء لا یتعقبه رد و لا فسخ و لا نقض و لا اقالة.


«الذین یرثون الْفرْدوْس همْ فیها خالدون» الفردوس البستان یجمع محاسن النبات و الاشجار، و العرب تسمى البستان الذى فیه الکرم فردوسا، و قیل اصله رومی عرب و هو البستان الذى فیه الاعناب بالرومیة، و قال عکرمة: هو الجنة بلسان الحبشة، و قال قتاده: الفردوس ربوة الجنة و اوسطها و افضلها و ارفعها، قال النبى (ص): «اذا سألتم الله فسألوه الفردوس فانه اوسط الجنة و اعلى الجنة و فوقه عرش الرحمن و منه تفجر انهار الجنة.


و قال کعب: لیس فى الجنان جنة اعلى من جنة الفردوس فیها الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنکر.


و روى ان الله تعالى لما خلق الفردوس قال لها تزینى فتزینت، ثم قال لها تکلمى، فقالت طوبى لمن رضیت عنه.


و روى ان الله تعالى بنى جنة الفردوس بیده ثم قال و عزتى و جلالى لا یدخلها مدمن خمر و لا دیوث‏


، و روى ان الله بنى الجنة الفردوس لبنة من ذهب و لبنة من فضة، و جعل حبالها المسک الاذفر


و فى روایة اخرى کنس جنة الفردوس بیده و بناها لبنة من ذهب مصفى و لبنة من مسک مدراء، و غرس فیها من حید الفاکهة و جید الریحان.


«و لقدْ خلقْنا الْإنْسان» فى الانسان هاهنا قولان احدهما انه عام فى بنى آدم و هو اسم الجنس یقع على الواحد و الجمع. «منْ سلالة منْ طین» قال ابن عباس: السلالة صفوة الماء، و قال مجاهد: منى ابن آدم، و قال عکرمة: هو الماء سل من الظهر، و العرب تسمى النطفة سلالة و الولد سلیلا و سلالة لانهما مسلولان منه. قوله: «منْ طین» یعنى من آدم لانه خلق منه، و تقدیره خلقنا بنى آدم من نطفة آدم، و القول الثانى ان الانسان یرید به آدم، و السلالة کل لطیف استخرج من کثیف، و قیل السلالة ما یخرج بین الاصبعین من الشی‏ء اذا عصر، و قیل السلالة صفوة الشی‏ء التى تخرج منه کانها تسل منه، و المعنى خلقنا آدم من تربة سلت و نزعت من طین، اى من هاهنا و هاهنا، و قیل اخذت قبضة من الارض و اجمعوا على ان الله عز و جل خلق آدم من تراب، و اختلفوا فى حواء، و الجمهور على انها خلقت من ضلع من اضلاعه، و قیل خلقت من بقیة طین آدم.


«ثم جعلْناه نطْفة فی قرار مکین» اى جعلنا نسله، فحذف المضاف و اقیم المضاف الیه مقامه لان آدم لم یصیر نطفة، و المعنى خلقنا نسله من نطفة، و مثله قوله: «ثم جعل نسْله منْ سلالة منْ ماء مهین». معنى قول اول آنست که فرزند آدم را از آبى صافى آفریدیم سلاله‏اى روشن که از پشت آدم بیرون آمده، و معنى قول دوم آنست که آدم را از قبضه‏اى خاک آفریدیم از همه روى زمین بر گرفته سلاله‏اى لطیف از خاکى کثیف بدر آورده و با صفا برده پس ازو نسل او نطفه‏اى کردیم در آرامگاهى استوار بجایى یعنى رحم المرأة. و قیل «جعلْناه» اى جعلنا الانسان بعد کونه فى ظهر ابیه و لا یسمى نطفة الا بعد ان یخرج من الرجل، و قیل معناه جعلنا السلالة.


«نطْفة فی قرار مکین» القرار مصدر قر یقر قرارا ثم یسمى الموضع الذى یقر فیه قرارا، و قوله: «مکین» اى حصین منیع اى مکن لاستقراره فیه الى التمام «ثم خلقْنا النطْفة علقة» اى صیرنا النطفة البیضاء علقة حمراء، و العلقة القطعة من الدم. «فخلقْنا الْعلقة مضْغة» اى احلناها و صیرناها مضغة من اللحم مقدار ما یمضغ، «فخلقْنا الْمضْغة عظاما» اى احلناها و صیرناها عظاما. «فکسوْنا الْعظام لحْما» انبتنا علیها اللحم فصار لها کاللباس، قرأ ابن عامر و ابو بکر و عاصم عظما، فکسونا العظم على التوحید فیهما، و الوجه ان العظم اسم جنس یودى معنى الجمع، کما یقال اهلک الانسان الدینار و الدرهم، و قرأ الآخرون عظاما. فکسوْنا الْعظام بالالف فیهما على الجمع لانه اذا کان التوحید فى هذا الموضع محمولا على الجمع فلفظ الجمع به اولى، و لان الانسان ذو عظام کثیرة، و قیل معناه فکسونا العظم لحما و عصبا و عروقا و قد تم الجسم و لیس حیوانا حتى یجعل الله فیه الروح و هو قوله: «ثم أنْشأْناه خلْقا آخر» یرید به نفخ الروح فیه، و قال الحسن: اى جعلناه ذکرا او انثى بعد ان لم یکن، و عن ابن عباس انه قال: «ان ذلک تصریف احواله بعد الولاد من الاستهلال الى الارتضاع، الى القعود الى القیام، الى المشى الى الفطام، الى ان یأکل و یشرب الى ان یبلغ الحلم و یتقلب فى البلاد الى ما بعدها من احوال الاحیاء فى الدنیا. «فتبارک الله» اى استحق التعظیم و الثناء بانه لم یزل و لا یزال، و هو من البروک و هو الثبوت. «أحْسن الْخالقین» اى المصورین و المقدرین، و الخلق فى اللغة التقدیر، قال مجاهد: تصنعون و یصنع الله و الله خیر الصانعین و احسن الصانعین، یقال رجل خالق اى صانع، و قال ابن جریح: انما جمع الخالقین لان عیسى (ع) کان یخلق کما قال تعالى: «أنی أخْلق لکمْ من الطین» فاخبر الله عن نفسه انه احسن الخالقین.


روى ان عمر کان حاضرا فلما سمع الآیة قال فتبارک الله أحْسن الْخالقین فوافق قراءته وحى جبرئیل، فقال النبى: هکذا انزل، و یقال کان قائل هذا الکلام معاذ بن جبل.


و روى عن ابن عباس قال: کان عبد الله بن ابى سرح یکتب هذه الآیة لرسول الله (ص) فلما انتهى الى قوله: «خلْقا آخر» عجب من تفصیل خلق الانسان فقال، فتبارک الله أحْسن الْخالقین، فقال النبى اکتب هکذا انزلت‏


، فشک عند ذلک و قال ان کان محمد صادقا یقول انه یوحى الیه فقد اوحى الى کما یوحى الیه، و ان قال من ذات نفسه فقد قلت مثل ما قال فکفر بالله، و قیل هذه الآیة غیر صحیحة لان ارتداده کان بالمدینة و هذه السورة مکیة «ثم إنکمْ بعْد ذلک» اى بعد الخلق، و قیل بعد ما ذکرنا من امرنا، «لمیتون» اى صائرون الیه فنزل منزلة الکائن اذ لا بد من کونه، و یقال المیت بالتشدید و المائت الذى لم یمت بعد و سیموت، و المیت بالتخفیف من مات، و لذلک لم یجر التخفیف هاهنا کقوله: «إنک میت و إنهمْ میتون».


«ثم إنکمْ یوْم الْقیامة تبْعثون» تحیون بعد الممات للحساب و الجزاء.


فکن حدیثا حسنا سائرا

کل الى الغایة محثوث


و المرء موروث و مبعوث.

فانما الناس احادیث.